• ×

04:59 مساءً , الجمعة 19 أبريل 2024

الريال العنيد من هوة الفشل إلى قمة النجاح

http://www.kooora.com/?n=227765&o=n#thumb

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 سبحان مغير الأحوال .. كان المان يونايتد الأفضل في المباراة النارية على مسرح الأحلام في اولد ترافورد ، ولكن ناني الذي كان يؤدي واحدة من أفضل مبارياته ، قام بقفزة كاراتيه عنترية رفس خلالها اربيلوا الخشن في قفصه الصدري ، فإتخذ الحكم التركي سيونيت شاكير قراراً بطرده في الدقيقة 56 لتنقلب المباراة التي كان المان متقدما فيها على ريال مدريد ، بهدف ومتفوقاُ في الإيقاع ومتميزاً في الخطورة والعرض الفني وفي طريقه لإقصاء الفريق الملكي بفضل الخطة البارعة والقيادة الذكية للسير اليكس فيرجسون والتي شل من خلالها محاور خطورة الريال وخاصة كريستيانو وأوزيل، وأجبرالفريق الأبيض على الأداء البطيء في منتصف الملعب فتراجعت قيمة وتهديدات هجماته المرتدة وإفتقد الحلول خاصة مع عمق وتنظيم الدفاع الإنجليزي بإشراف جيجز العجوز الذي كان أفضل من معظم لاعبي الفريقين بدنيا وفنيا، والذي خطط للهجمات المرتدة عبر ناني وويلبك وفان بيرسي ونجحوا من خلال ذلك في إختراق دفاعات الريال لدرجة إجبار الكابتن راموس على التسجيل بالخطأ في مرماه.

■■ وأسقط في يد الثعلب البرتغالي مورينيو وهو يرى فريقه عاجزاً عن الإنطلاق وتحقيق الخطورة والفعالية ، وكان يستعد لإستبدال هيجواين رأس الحربة بالفرنسي كريم بنزيمه في تغيير روتيني ولكن جاءته الفرصة من ذهب لكسر تفوق المان يونايتد بطرد ناني ولعب الفريق الإنجليزي بعشرة لاعبين ,, وأحسن مورينيو التعامل مع الأمر بسرعة فائقة ، فقام بسحب المدافع الأيمن أربيلوا الذي انتهت مهمته بطرد المهاجم الذي كان يلعب عليه .. ودفع مورينيو بصانع اللعب المتحفز مودريتش وإعتمد على ثلاثة مدافعين ، وقام بإعادة ترتيب السيناريو التكتيكي لفريقه وأوراقه الهجومية ، فدفع بأوزيل للأمام مع كريستيانو وهيجواين وكاكا بديل دي ماريا ، مع سرعة إدارة ماكينة الوسط بالمعلم مودريتش الذي كان في أوج التحفز لإثبات براعته وكان نقطة تحول في صناعة اللعب وقيادة الهجوم من الخلف بدعم مثالي من خضيرة والونسو .. وكان لديه أيضا الحل المثالي بالتقدم وفتح الطريق والتسجيل بنفسه الهدف الأول ولم يستغرق الأمر سوى بضع دقائق تمكن فيها الفريق الملكي من قلب شكل المباراة ونتيجتها رأسا على عقب.

■■ سبعة أو ثمانية دقائق بعد طرد ناني كانت كافية لهدم المعبد على رأس السير الذي انتقلت إليه العدوى التي هاجمت مورينيو قبل طرد ناني ، ولم يتمكن السير من علاج ثغرة النقص العددي التي كانت واضحة تماماً ، ولم تفلح بعد ذلك حلول الإنقاذ خاصة بعد تسجيل كريستيانو الهدف الثاني للريال كطعنة أخيرة لم يحتفل بها الفتى الذهبي إحتراما للفريق والملعب والجماهير التي شاركت في صنع إسمه ومجده الأول في الاولد ترافورد .. فشل واين روني وأشلي يونج وفالنسيا في القيام بالموجات الهجومية المطلوبة مع فان بيرسي وويلباك والمخضرم جيجز ، لأن الوسط الإنجليزي أصبح فارغاً ومفتوحاً والمساحات أصبحت شديدة الإتساع أمام العداء كريستيانو ، وكان سهلاً تهديد المرمى الإنجليزي مرات عديدة ، لتنتهي المباراة التكتيكية بتفوق الريال وفوزه بجدارة وتأهله إلى دور الثمانية .. ويتبقى السؤال : بماذا همس مورينيو في أُذن السير قبل نهاية المباراة بدقائق وفريقه متقدماً ؟ ولماذا تقبل السير الكلمة بكل سرور وهل كانا يسبان الحكم ؟

■■ أخيراً .. وبعد بداية كارثية نادرة لريال مدريد مع مورينيو في هذا الموسم فقد خلالها العديد من النقاط بالخسائر والتعادلات في الليجا وبعد معاناة من الإحباط والتقهقر في المركز الثالث لفريق يحمل اللقب ولكنه يأس من مطاردة المتصدر ، إستطاع مورينيو في أقل من أسبوعين أن يعوض فشل الموسم ويحل مشاكل كادت تعصف بالمدرب وهيبة النادي الكبير ، ونجح في أن يطيح بغريمه العنيد برشلونة من الدور قبل النهائي لكأس الملك ويلحق به هزيمتين في أسبوع واحد ، وألحقها بفوز كبير على المان يونايتد أحد عمالقة اوروبا في عقر داره ليجبره على وداع دوري الأبطال ويجدد أحلامه في المنافسة على اللقب الاوروبي الكبير ، ولو فعلها مورينيو وحصل على كأس ملك اسبانيا وانتزع كذلك كأس دوري الأبطال - وقد إقترب من ذلك - فإنه سيكون قد حقق أعظم إنجازاته في اسبانيا مع الفريق الملكي وربما في تاريخه الكروي كله .



دمتم
بواسطة : admin
 0  1515  5.4K
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 04:59 مساءً الجمعة 19 أبريل 2024.